كثيرا ما يتشاجر الأبناء في سن المراهقة مع أحد أو كلا الوالدين. وتتباين ردود أفعال الأبناء بين الضجر أو الشعور بالكبت أو غيره من طرق التعبير عن رفض السيطرة حتى لو كانت من قبل الوالدين. ولكن عندما يتشاجر الوالدان معا، تختلف مشاعر الأبناء كليا وتتحول من مجرد الضيق إلى الخوف والعزلة، وأحيانا يتحور الأمر إلى مشاكل صحية.
وبداية يجب معرفة أنه من الطبيعي أن يتشاجر الآباء من وقت لآخر إما بسبب قرارات مصيرية، أو حتى بسبب أمور تافهة كنوع الطعام أو كيفيته أو غيرها من نثريات الحياة.
ولكي ننظر إلى النصف المملوء من الكوب، نبحث عن الفائدة في هذا الأمر وهي أن الشجار يعتبر فرصة للتعبير عن مشاعر مكبوتة أو ملاحظات يجب توجيهها لأحد الطرفين، أي أنها خطوة تصحيحية.
كيف يقيّم الأبناء شجار الوالدين؟
عندما يبدأ الشجار، تتدفق التساؤلات إلى عقول الأبناء. لماذا يتشاجران؟ هل ذلك يعني أنهما لا يحبان بعضهما البعض؟ هل سيصل الأمر إلى حد الطلاق؟
فعلى الرغم من استباق الأمور وافتراض الأسوأ إلا أن الحقيقة قد لا تتجاوز التنفيس عن الغضب نتيجة بعض الضغوط او المرور بيوم سييء مثلا.
لذا إذا تكرر الأمر بين والديك، لا تقفز بالنتائج إلى الأسوأ.
تحليل الشجار العائلي
من الطبيعي كما قلنا ان يتشاجر الآباء. وسبب ذلك هو وجود الاختلافات في مفهوم كل منا عن الأشياء ودرجة تقبله لها والتعامل معها. ويعتبر الشجار طريقة للتعبير عن عدم الرضا عن بعض الأوضاع، ومحاولة لتغييرها وخطوة لتحقيق التوافق.
عندما يتطور الشجار
في بعض الاحيان عندما يتشاجر الوالدان، نسمع صراخا وكلاما جارحا. وعلى الرغم من أن عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة والخروج عن الحدود أمر مرفوض تماما، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. فقد يصل الأمر إما إلى الدفع وإلقاء الأشياء والضرب، أو التهديد بالانتحار او الهرب أو أي تهديدات أخرى في محاولة للسيطرة على الآخر عن طريق إثارة خوفه.
وفي هذه الحالة، يكون الآباء في حاجة إلى التدريب على التحكم في عواطفهم. ولكن ماذا عن الأبناء؟؟
رد فعل الأبناء
من الصعب علينا مشاهدة اشخاص يصرخون ويتبادلون اللوم، فماذا لو كانوا والدينا؟ ويتباين رد فعل الأبناء حسب مرات تكرار الأمر وحدته، وهل يحدث في نطاق أفراد الأسرة أم امام الغرباء أيضا..
من الطبيعي أن تشعر بميل تجاه أحد الوالدين دون الآخر، نتيجة تعرضه لقسوة جارحة من الآخر. وأحيانا تخشى على أحدهما من الوصول إلى مرحلة الانفلات العصبي.
ولكن من غير الطبيعي أن تلوم نفسك. فشجار الوالدين مسئوليتهما وحدهما، وهما فقط من اختارا هذه الطريقة لحل المشكلات حتى وإن كان الشجار حول أمر يخصك او مشكلة تسببت في حدوثها، فهناك طرق كثيرة للتعامل مع هذه الأمور غير أنهما غير مدربين عليها.
أعراض صحية
قد تنعكس المشاجرات العائلية على الأبناء صحيا، فيشعرون بآلام في المعدة أو الأرق كما يرغبون في عدم الذهاب إلى المدرسة.
وإذا وصل بك الأمر إلى هذا الحد، عليك التحدث إلى أحد او كلا الوالدين على حدة. فانشغالهما بالخلافات قد يلهيهما عن تأثير الأمر عليك. وقد لا يكونان على علم بمدى سوء الأمر.
ما عليك فعله
كن دقيقا في تقييمك للموقف. حدد إلى أي مدى بلغت شجارات والديك. هل تعتبر في نطاق المعقول؟ أم انها تزداد عن الحد الطبيعي إلى درجة تفسد حياتكم جميعا في المنزل او تسبب الأذى الجسدي او النفسي لأيهما؟
إذا كان الوضع ينطبق على الحالة الأولى، فحاول ألا تكبر الأمر ويكفي أن تعرف أن التعبير عن الغضب الداخلي من حين لآخر يساعد على التخلص من المشاعر السلبية تجاه الآخر ويقوي الحب ويريح البال.
اما إذا كانت الإجابة الثانية، فعليك التحرك ولكن بتعقل. فمن الأفضل أن تلجأ لمساعدة شخص موثوق من جانب الطرفين. اسمع تحليله للأمر واطلب منه التدخل والتحدث مع والديك لحل الأمر وتقريب وجهات النظر.