التمر :
للتمر في حياة العرب مكانة خاصة ، فهو غذاء و دواء ، و قد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم به ، و بين كثيراً من فوائده ، و من ذلك قوله : (( أطعموا نسائكم التمر ، فإن من كان طعامها التمر خرج ولدها حليماً )) ، و في ذلك يقول عمرو بن ميمون : ما من شيء خير للنفساء من التمر و الرطب ، و تلا قول الله تعالى : [ و هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً . فكلي و اشربي و قري عيناً ]
و قد جاءت الأبحاث الطبية الأخيرة لتكشف عن آثار الرطب التي تعادل آثار العقاقير الميسرة لعملية الولادة ، و التي تكفل سلامة الأم و الجنين معاً ، فهو يقوم بدور الهرمونات التي يصفها الطبيب كما يسهل انقباض الرحم بعد الولادة و يمنع النزيف ، و يقي من أخطار ارتفاع ضغط الدم أثناء الولادة ، كما أن له تأثيره المهدئ للأعصاب ، و ذلك بتأثيره على الغدة الدرقية ، و لذلك ينصح الأطباء بإعطاء الأطفال و الكبار من العصبيين تمرات من التمر في الصباح من أجل حالة نفسية أفضل
وصف التمر في الطب القديم بأنه مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في الباه و لا سيما مع حب الصنوبر ، يبرئ من خشونة الحلق ، و من لم يعتده - كأهل البلاد الباردة - فإنه يورث لهم السدد ، و يؤذي الاسنان ، و يهيج الصداع .. و دفع ضرره باللوز و الخشخاش ... و هو من أكثر الثمار تغذيةللجسم ، و أكله على الريق يقتل الدود .. و هو فاكهة ، و غذاء ، و دواء ، و شراب ، و حلوى . و من الأطباء من ميز بين البلح و التمر ، و قال عن البلح : أنه يقوي اللثة و المعدة ، و يوقف الاسهال و سيلان الرحم ، و يقطع دم البواسير، و يلزق الجراحات ضماداً ، و هو رديء للصدر و الرئة ، و يحدث سدداً للكبد ، و يبطء الهضم ، و ينفخ اذا شرب الماء على أثره ، و يدفع ضرره اذا شرب الزنجبيل بعده و مربى العسل
أما عن التمر فهو يقوي الكبد و يلين الطبع ، و يزيد في القوة الجنسية مع الحليب و القرفة ، و يخصب البدن و يسخنه ، و ينفخ الصدر و الرئة ، و يحسن اللون ، و هو عسر الانهضام ، و يحدث الكثير منه صداعاً ، و أحسن أكله في وقت البرد
أما في الطب الحديث ، فقد ثبت أن في كل 100 جرام من التمر - بدون نوى - أن تعطي 353 سعراً حرارياً ,,, كما ثبت أن التمر مصدر طيب لفيتامين أ ، و مصدر لا بأس به لفيتامين ب ، و يمكن حفظ التمر أكثر من عام محتفظاً بكل خواصه الغذائية
هذا و قد ثبت أن البلح يحتوي على 13.8 % ماء ، 70.6 % مواد سكرية ، 2 % مواد بروتينية ، 3 % دهنية ، 10 % ألياف . و لما كانت المواد الدهنية و البروتينية في البلح بسيطة ، فقد فضّل العرب قديماً أكله باللبن ، و هو بهذا يعتبر غذاء كاملاً عما سواه من الأطعمة الأخرى
التمر ملين طبيعي ممتاز ، يستطيع من اعتاد تناوله يومياً أن ينجو من حالات القبض المزمن ، و عموماً فقد ثبت أن التمر مقو للعضلات و الأعصاب ، مؤخر لمظاهر الشيخوخة ، و إذا أضيف الحليب كان من أحسن الأغذية بخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً ..
إن القيمة الغذائية في التمر تضارع بعض من لأنواع اللحوم ، و 3 أمثال ما للسمك من قيمة غذائية ، و هو يفيد المصابين بفقر الدم ، و الأمراض الصدرية ، و يعطى على شكل عجينة أو منقوع يغلى و يشرب على دفعات ، و هو يفيد خاصة : الأطفال و الرياضيين و العمال و الناقهين و النساء الحاملات ، و هو يزيد في وزن الأطفال
و نظراً لفيتامين أ ، فهو يحفظ رطوبة العين و بريقها ، و يمنع جحوظها ، و يكافح الغشاوة ، و يقوي الرؤية و أعصاب السمع ، و يهدئ الأعصاب ، و ينشط الغدة الدرقية ، و يشيع السكينة و الهدوء في النفس بتناوله صباحاً مع كأس من الحليب ، و يلين الأوعية الدموية ، و يرطب الأمعاء و يحفظها من الضعف و الالتهاب ، و يكافح الدوخة و زوغان البصر و التراخي و الكسل عند الصائمين ، و لذلك كان رسول الله يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات .
التمر سهل الهضم ، سريع التأثير في تنشيط الجسم ، يدر البول ، و ينظف الكبد ، و يغسل الكلى ... و قد وصف التمر كعلاج للسعال و البلغم و التهاب القصبة الهوائية ، و ذلك بعمل شراب مكون من : 50 جراماً من التمر ، 50 جراماً من الزبيب ، 50 جراماً من التين المجفف ، 50 جراماً من العنب المجفف ، يوضع كل ذلك في لتر من الماء ، ثم يغلى في النار